اكسبو دبي 2020 يطلق قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط على طريق التعافي وفقا لما يقوله الخبراء خلال ندوة عبر الإنترنت نظمتها ايفوبس وآري بي جلوبال
بدأت صناعة الضيافة في منطقة الشرق الأوسط في التعافي بمعدل أسرع مما كان متوقعا حيث جاء اكسبو 2020 ليكون محفزا قويا للإنتعاش الملحوظ للقطاع. وقد عقد كبار خبراء الفنادق اجتماع مائدة مستديرة افتراضيا تحت عنوان “الإنطلاق العظيم للضيافة” في دبي لمناقشة مستقبل أعمال الفنادق والتوقعات بشأن صناعة الضيافة مع تلبية متطلبات العقلية المتغيرة للمسافرين. وقد أشادوا جميعا باكسبو دبي 2020 لتأثيره في تسريع مسار صناعة الضيافة نحو التعافي.
تولت ايفوبس لإستشارات تطوير الفنادق تنظيم الندوة عبر الإنترنت بالتعان مع كل من “ذا هاوس أوف آري”، “بي جلوبال”، “نظام سيبر للتوزيع العالمي” و”ترافل أند توريزم نيوز” (تي تي أن)، وأدارتها ناتالي ناصر.
ضمت حلقة النقاش كل من ميشيل نوبليه، الرئيس التنفيذي، أتيكا القابضة، لوران أ. فوافنيل، نائب الرئيس الأول للعمليات والتنمية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والهند، النائب الأول للرئيس للموارد البشرية للمجموعة وتنمية المواهب ، سويس –بلهوتيل أنترناشيونال، كريس نادر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي، نزل إنفي، نيك جيفري، نائب الرئيس، انترناشيونال سيبر للضيافة، جاد شمس الدين، رئيس العمليات التنفيذي، ألف للضيافة، كوستاس نيكوليديس، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط، أفريقيا واليونان، أس تي آر، تينا هيللر، مدير، مستشار الصفقات – العقارات والضيافة، كيه بي إم جي الدولية المحدودة، روهيت فيج، نائب الرئيس للتطوير، ستاي ويل للضيافة، وفينيشيو ألبيريللي، المدير العالمي للعمليات، فنادق ومنتجعات نيكي بيتش.
وفي حديثها عن مستقبل الصناعة، قالت تينا هيللر، مدير، مستشار الصفقات – العقارات والضيافة، كيه بي إم جي الدولية المحدودة، إن: “منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا تبلي بلاء حسنا بالفعل نظرا لأن أداء الأسواق الفردية أفضل نسبيا. وبالنظر إلى المنطقة بأكملها، نتوقع اكتمال التعافي في عام 2022 مع عودة نسبة الإشغال إلى مستوياتها التي كانت عليها عام 2019. وعل الرغم من أن السفر الدولي لم يعد بعد إلى كامل طاقته، فإن الأحداث الضخمة مثل اكسبو دبي 2020 وكأس العالم لكرة القدم – فيفا 2022 في قطر دعما الطلب على المنطقة. ومع ذلك، على اعتبار ما يحدث في أوكرانيا، لا يزال هناك الكثير من الشك يحيط بهذا التعافي.”
ومؤكدا على الحاجة إلى تعزيز المزيد من التعاون والمشاركة داخل وخارج صناعة الفنادق، أكد ميشيل نوبليه، الرئيس التنفيذي، أتيكا القابضة، أن: “نحن جميعا نعرف أن مشهد الأعمال يتغير. هناك فارق بين إدارة عمل وتنميته. التعاون ضروري وحاسم لتحقيق النجاح، ونحن نشهد هذا كثيرا في اكسبو دبي 2020. نحن في فنادق أتيكا قمنا مؤخرا بالإنضمام إلى برنامج بي جلوبال من آري وهو نظام بيئي عالمي لتعزيز الأعمال مع شركاء النجاح لكي تربط الأعمال بين الإنسانية من أجل الإزدهار. يتيح لنا البرنامج مدخلا مباشرا إلى ملايين المسافرين على مستوى العالم ويساعدنا على اجتذاب العملاء والحفاظ عليهم إذ يمكنهم توفير 80% ذهب من آري على إقامتهم وتناولهم للطعام معنا.”
وتعليقا على التغييرات الجارية في الصناعة، قال لوران أ. فوافنيل، نائب الرئيس الأول للعمليات والتنمية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والهند، النائب الأول للرئيس للموارد البشرية للمجموعة وتنمية المواهب ، سويس –بلهوتيل أنترناشيونال، إن: “أعمال الشركات تتغير مع التغيير الجاري في عادات ونفقات السفر من أجل العمل. عدد أقل من الأشخاص يسافرون من أجل العمل مع الإقامة لفترات أطول. هل هذا التغيير سوف يؤثر على أعمال الشركات – نعم، هل سيكون هناك تراجعا في السفر من أجل العمل – نعم. وفي حين أنه في الماضي كان المنتمون إلى طفرة المواليد يمثلون 60 – 70% من حصة السفر من أجل العمل، فإنه على مر السنوات تراجعت هذه النسبة إلى 20، 15 و10% من حصة السوق. بالتالي، مع تراجع عدد المنتمين إلى طفرة المواليد وزيادة أعداد الجيل اكس، جيل الأفية وجيل زد المسيطرين على 85% من حصة السوق، تحتاج الفنادق إلى اعادة تشكيل صورة تجربة العميل والتواصل من جديد مع الضيوف بناء على احتياجاتهم المتغيرة. من أهم أساسيات التعافي فهم السلوكيات المتغيرة للعملاء والاستجابة لها.”
من جهته، أكد نيك جيفري، نائب الرئيس، انترناشيونال سيبر للضيافة،: “نحن نشهد تسارعا كبيرا في تعافي الحجز حيث تقود حجوزات الضيافة الطريق، كما تواصل الفنادق والمطاعم نشاطها. هناك طلب كبير قادم على الفنادق ومعظمه يقوده اكسبو دبي 2020. السؤال المطروح الآن هو ما التكنولوجيا التي يحتاج إليها رجال الفنادق من أجل تحقيق الإزدهار ونحن نخرج متعافين من الجائحة؟ ما نسمعه من عملائنا هو بالأساس رغبة رجال الفنادق في قدرات تمكنهم من تحقيق دخل من كل جوانب رحلة العميل داخل وخارج غرفة الفندق إلى جانب التجارب داخل وخارج المنشأة الفندقية ذاتها. واستجابة لهذه التحديات، تعين على شركات التكنولوجيا مثل سيبر أن تقدم أسواقا جديدة تمكن أصحاب الفنادق من اعطاء دفعة للسفر من خلال بيع أي شيء بما في ذلك المنتجات، الخدمات والتجارب ذات الطابع الشخصي داخل وخارج الفندق. كما توفر لرجال الفنادق نموا في العائد وتخلق مشاركة وولاء أكبر بشكل عام للعلامة التجارية.”
أكد كريس نادر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي، نزل إنفي، على أن: “التغير في سلوك السوق وأسلوب الحياة دفعا الخبراء، المطورين والمستثمرين إلى البدء في التفكير بشكل مختلف حول كيفية تصميم وتطوير فندق. كيفية تصور فندق، كيفية النظر إلى أي فرصة. في الماضي، كان 70% من العائد يأتي في المعتاد من الغرف، بالتالي، تبدأ في التفكير في كيفية تعظيم عدد الغرف. إلا أنه لم يعد يضيف أي قيمة للضيوف نظرا لأنهم يبحثون عن شيء مختلف، شيء أكثر حميمية، شيء أكثر تجريبية، أكثر تنوعا من حيث ما يوفره الفندق من تجارب. فجأة، نشهد تغيرا في العائد نحو 50 – 50. في بعض الأحيان تكون النسبة أكبر لصالح المصادر الأخرى للدخل من الغرف – مدفوعة بالأساس بالحاجة إلى خوض تجارب. إذا نظرت إلى منتجات مثل منتجاتنا، نحن نزل تجريبي. لذلك لحظة أن نبدأ في تلقي فرص من مستثمرين ننظر إلى الخطط الرئيسية بشكل مختلف تماما – نفكر فيما يمكن أن يفعله الضيوف عندما يأتون إلى النزل. ما هي المكونات الرئيسية التي يمكن أن تمنح العمل دفعة، التي يمكن أن تعيد العمل ثم نبدأ في تخطيط وحدات حول هذه المكونات. أعتقد أن هذا التحول في أسلوب التفكير مهم للغاية لتلبية الاحتياجات المتغيرة للجيل الجديد من المسافرين.”
أوضح جاد شمس الدين، رئيس العمليات التنفيذي، ألف للضيافة، أن: “الضيافة اليوم محورها الرئيسي هو التجارب. نحن نشهد عددا كبيرا من مالكي الفنادق الآن يقومون بتعديل تصميمهم لفنادق تحت الإنشاء. يجرى استكشاف أفكار جديدة حول خلق تجارب تتعلق بأسلوب الحياة. بعض الفنادق والعلامات التجارية تبحث فكرة الفندق الصديق للحيوانات الأليفة. في فنادقنا في “ألف” نجد أن 50% من الأعمال تأتي من الطعام والمشروبات وغيرها من التجارب مما ينبيء بالكثير حول ما يريده الناس. إن بحثهم لا يقتصر على الإقامة. إنهم راغبون في الاستمتاع بالحياة خارج الغرفة عند الاستطاعة ويتمتعون بالتجارب المتنوعة.”
قال فينيشيو ألبيريللي، المدير العالمي للعمليات، فنادق ومنتجعات نيكي بيتش، إن: “عنصر التجربة عنصر بالغ الأهمية وضروري. نحن نفكر دائما فيما يمكن عمله من حيث مفاهيم الطعام والمشروبات للحفاظ على العملاء في منتجعنا وزيادة فترات إقامتهم. في فنادق ومنتجعات نيكي، نشهد نوعية عملاء يبحثون عن التجربة الجديدة. 50% من العائد يأتي من الطعام والمشروبات الى جانب مكون قوي يجمع بين الشاطيء والنادي. لدينا مطاعم رائعة تقدم شيئا أصيلا للغاية ومحليا. أعتقد أن التخطيط مهم فيما يتعلق بما يمكن أن نقدمه أيضا لتعزيز رحلة الضيف. الطعام والمشروبات مكون رئيسي.”
قال كوستاس نيكوليديس، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط، أفريقيا واليونان، أس تي آر،: “لقد قطعنا شوطا طويلا في التعافي من كوفيد. لقد قاد الشرق الأوسط، بشكل خاص، هذا التعافي نظرا لأن اكسبو دبي 2020 منح دفعة كبيرة للأداء. لا يزال هناك الكثير في الطريق خاصة مع أحداث ومناسبات مثل كأس العالم لكرة القدم فيفا 2022 في قطر الذي يقترب موعد انعقاده. كما أن هناك أحداث كبرى خاصة بالأعمال في سبيلها إلى الانعقاد في دبي إلى جانب الإعلانات الجديدة كل بضعة أسابيع. في النهاية، يتعلق الأمر بأداء أشياء عادية في هذه الأوقات الاستثنائية. من المهم مواصلة التحرك إلى الأمام مع نظام بيئي متكامل يشمل المالكين، موفري التكنولوجيا، شركات الإدارة، الفنادق والناس.”
من جانبه، أوضح روهيت فيج، نائب الرئيس للتطوير، ستاي ويل للضيافة، أنه: “مع السيطرة الفائقة على الجائحة، حققت الإمارات العربية المتحدة أداء جيدا جدا في قدرتها على التغلب على الفيروس. وقد شهدنا، خلال الشهور الستة الماضية، زيادة هائلة في الطلب خاصة في فنادقنا في دبي حيث سجلت أرقامنا أداء أفضل من عامي 2018 و2019. لقد تعافي السوق بسرعة أكبر مما كان يتوقع أي منا والتوقعات طيبة للغاية.”