أبرز آفاق الاقتصاد الكلي والتجارة الدولية والتحول إلى الحياد الكربوني .. قادة صناعة الكيماويات في الخليج يناقشون أولويات 2023 في منتدى جيبكا للقادة

 أبرز آفاق الاقتصاد الكلي والتجارة الدولية والتحول إلى الحياد الكربوني .. قادة صناعة الكيماويات في الخليج يناقشون أولويات 2023 في منتدى جيبكا للقادة

مسقط، 7 مارس 2023

استضافت العاصمة العمانية مسقط الدورة الثالثة من منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا” للقادة يوم 1 مارس تحت شعار “آفاق الصناعة الكيماوية الخليجية في العام 2023 وما بعده”،  وحضر المنتدى الذي استمر على مدار يوم كامل 78 قيادياً في مجال الصناعة قدموا من 59 شركة من المنطقة وخارجها لمناقشة أوليات صناعة البتروكيماويات والكيماويات خلال هذا العام والأعوام القليلة القادمة.

افتتحت وقائع المنتدى بكلمة ألقاها هلال الخروصي، الرئيس التنفيذي للتجارة والتكرير والتسويق في شركة او كيو، سلط من خلالها الضوء على أهمية حيادية الكربون، حيث قال: “يجب علينا تبني تحول الطاقة والبحث عن طرق لجعل عملياتنا أكثر استدامة. وهذا يعني استكشاف تقنيات جديدة، مثل التقاط الكربون واستخدامه، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة ودفع عجلة الابتكار”. وأضاف الخروصي: ” تلعب الصناعات البتروكيماوية والكيماوية دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد الدائري. وهذا يعني تطوير منتجات قابلة لإعادة التدوير وتقليل النفايات والانبعاثات واستكشاف طرق جديدة لاستخدام النفايات الصناعية كمدخلات للإنتاج“.

تخللت فعاليات المنتدى مجموعة من العروض التقديمية التي وفرت رؤية ثاقبة حول العديد من القضايا العالمية التي تهم القطاع، بما فيها محاضرة قدمها الشريك الأول في شركة ماكينزي، رشيد ماجيتي، تناول فيها التوقعات الاقتصادية للعام 2023 وانعكاساتها على الصناعة الكيماوية. إلى جانب حلقة حوارية بين قادة الصناعة ناقشوا من خلالها قضايا التجارة الدولية وعمليات التحول إلى الحياد الكربوني.  

وتناول المجتمعون في نقاشاتهم ورقة من اصدار جيبكا بعنوان: “أهمية اتفاقيات التجارة وفوائدها على صناعة الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي” تظهر أنه إذا تم إلغاء رسوم الاستيراد على أكبر 10 منتجات كيماوية مُصدرة، بناءً على أرقام التجارة لعام 2021، فقد تصل الفوائد المقدرة للصناعة إلى 747 مليون دولار أمريكي، الأمر الذي يؤكد أهمية اتفاقيات التجارة الحرة كأداة هامة لزيادة القدرة التنافسية لصناعة الكيماويات الخليجية وزيادة الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي تعود على دول مجلس التعاون الخليجي بكامله. 

وفي هذا السياق، تم تنظيم جلسة حوار بإدارة تيم فيغرز، رئيس مساعدة لشؤون لتجارة الدولية والاستثمار في مجموعة بوسطن الاستشارية، ضمت مجموعة من القادة بما فيهم؛ موسى الموسى رئيس شركة داو العربية السعودية وأحمد الصالح، مدير الأعمال العالمية في شركة إيكويت والدكتور إيفار أموزور زميل أبحاث برنامج النفط والغاز في كابسارك، الذين أكدوا على بزوغ عصر جديد للتجارة الدولية في دول مجلس التعاون الخليجي. 

الجدير بالذكر أن الصناعة الكيماوية تعد ثالث أكبر مساهم للانبعاثات في القطاع الصناعي حيث تساهم بما نسبته 14% من إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك وفقاً لورقة عمل أعدها الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا” بالتعاون مع dss+ سيتم إصدارها خلال هذا الشهر. وتؤكد الورقة أنه لا يمكن تحقيق التحول الحقيقي إلى الحياد الكربوني ما لم يتم إشراك جميع أصحاب المصلحة الخارجيين وكامل سلسلة القيمية الكيماوية مثل صانعي السياسات والموردين والعملاء والمؤسسات المالية.

وناقشت جلسة الحوار الثانية التي عقدت تحت شعار “مسارات التحول والانتقال إلى الحياد ” آليات الانتقال إلى صافي الانبعاثات الصفري ومعالجة التحديات الماثلة لبلوغ هذا الهدف. وضمت اللجنة نجلاء الجمالي، الرئيس التنفيذي للطاقة البديلة في شركة او كيو والدكتورة بريتي جين، المدير العالمي – السياسات والكيماويات وحلول الكربون في LanzaTech  وديتمار سيسردورف المدير العام لشركة سيمنز للطاقة الشرق الأوسط إلى جانب وأوليفر جواد، مدير الاستراتيجية الصناعية والاستدامة في dss+ ومارك ديكسون، الرئيس العالمي لانتقال الطاقة وإزالة الكربون في  dss +، اللذان أشرفا على حوار وقدما رؤى معمقة لإثراء الجلسة.

وبهذه المناسبة، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات: “تناول المنتدى الثالث لقادة جيبكا بعضاً من أبرز المجالات ذات الأولوية التي تواجه قادة الصناعة الكيماوية في عام 2023 وما بعده، لاسيما التوقعات الاقتصادية العامة وحالة التجارة الدولية وعوامل النجاح لتحقيق التقدم في الانتقال إلى صافي الصفر قبل عام 2050.” وأضاف الدكتور السعدون: “كان الحدث بغاية الأهمية بالنسبة للصناعة لأنه شكل منصة مثالية جمعت القادة والرؤساء التنفيذيين للشركات الأعضاء في الاتحاد من جميع أنحاء المنطقة لمناقشة وتحديد أوليات الصناعة على المدى القريب واتاح لهم فرصة للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات. ولقد كان مستوى المعرفة والرؤى التي تم تبادلها في منتدى جيبكا للقادة هذا العام استثنائية بكل المقاييس، وأنا على ثقة أن قادة صناعتنا على استعداد لمواجهة التحديات الماثلة وتحويلها إلى وفرص سانحة للنمو والازدهار”.

وبعد انتهاء المنتدى نظمت جيبكا اجتماع جمعيتها العمومية السنوي في العاصمة العمانية مسقط لا استعراض أنشطة الاتحاد خلال عام 2022 وإنجازاته الرئيسية امام الأعضاء المشاركين كما تم اصدار تقرير جيبكا السنوي لعام 2022.