وفقاً لآخر بياناتها بشأن المخاطر المستقبلية المحتملة .. إنترناشيونال أس أو أس توصي الشركات بإعداد خطط استباقية لإدارة المخاطر الجيوسياسية المتزايدة
- يرى 74 في المائة من متخصّصي إدارة المخاطر الذين شملهم الاستطلاع بأن التوترات الجيوسياسية ستؤثر بشكل ملموس على مؤسساتهم خلال عام 2024 .
- تمحورت 47 في المائة من التحذيرات العالمية التي قدمتها إنترناشيونال أس أو أس لعملائها خلال عام 2023 حول بحالات العنف والاضطرابات السياسية .
- يرى 38 في المائة من الخبراء بأن مؤسساتهم ليست مجهزة للتعامل مع الاضطرابات التوترات الاجتماعية والمدنية أو التخفيف منها .
الإمارات العربية المتحدة، 08 يوليو 2024
تؤكد “إنترناشيونال أس أو أس“، الشركة العالمية المتخصصة في مجال توفير الخدمات الطبية والمساعدة الصحية والأمنية، على ضرورة أن تُولي الشركات اهتماماً إضافياً لمسألة معالجة المخاطر الجيوسياسية المتزايدة ومواجهة التحديات الناجمة عنها على مستوى الصحة النفسية للموظفين وجودة حياتهم، في ظل المشهد العالمي مستمر التقلب.
ويكشف تقرير “خارطة المخاطر لعام 2024″ الصادر عن “إنترناشيونال أس أو أس” عن هذه المخاوف المُلحّة، حيث تضمنت الإشارة إلى أن الأزمات البيئية تُواصل ممارسة تأثير سلبي على جودة حياة المؤسسات والأفراد على حد سواء، حيث اتفق 65 في المائة من المتخصّصين في إدارة المخاطر على تزايد المخاطر العالمية مقارنةً بالعام الماضي، في حين توقّع نحو 75 في المائة منهم أن تؤثر الصحة النفسية للموظفين بشكل ملموس على مؤسساتهم1.
ولا يقتصر تأثير توالي الأزمات على حدوث انقطاعات في العمل، بل إنّه يُلقي بظلاله على الصحة النفسية للموظّفين. ويتزامن ذلك تنامي المطالب بتقديم دعم أفضل على صعيد الصحة النفسية التي غدت أكثر إلحاحاً خاصةً مع شعور الموظفين بمزيد من التوتر والقلق والإرهاق بسبب تعرضهم المطوّل للتوترات الجيوسياسية وآثارها المتعلقة بتكاليف المعيشة والإحساس بعدم اليقين حول المستقبل. ولذلك على المؤسسات مجابهة هذه المسألة بجدية كاملة، واستيعاب التأثيرات متعددة الأوجه لهذا النوع من المخاطر، والعمل على التخفيف منها.
وأكّدت سالي ليولين، مدير شؤون الأمن العالمي بشركة “إنترناشيونال أس أو أس”، على أهمية مراعاة المخاطر المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية، وقالت: “بات المشهد الجيوسياسي الحالي بيئة خصبة للكثير من الأزمات المتشابكة، لما يحمله من تداعيات متتابعة على الأمن العالمي، حيث تنشأ الصراعات من دون وجود تحذيرات مسبقة كافية، وتتصاعد في إثرها حالة من عدم الاستقرار السياسي مما يخلق بيئة مليئة بالتهديدات المتزايدة. وبالإضافة إلى ذلك، تواجه المؤسسات تحديات إضافية تتمثل بموجة الانتخابات التي ستشهدها العديد من بلدان العالم خلال المرحلة المقبلة، مع استعداد أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية لإجراء انتخابات وطنية هذا العام، وما قد يترافق مع انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة. وفي هذا السياق، لاحظنا وجود تنامي الوعي حيال المعلومات الخاطئة والمضللة في السنوات الأخيرة، حتى في بعض الأماكن التي لم نشهد فيها شيئاً من هذا القبيل في الحالة الاعتيادية”.
ومن جانبه، قال الدكتور رودريغو رودريغز-فيرنانديز، مستشار الصحة العالمية وجودة الحياة بشركة “إنترناشيونال أس أو أس”: “قد تؤدي الاضطرابات الجيوسياسية إلى مفاقمة تحديات الصحة النفسية للموظفين، وعلى المؤسسات أن تعي دورها المهم في الحد من هذه التحديات وترسيخ ثقافة قائمة على الثقة. ولا شك أن التواصل الشفاف والموثوق هو أداة حاسمة من شأنها التقليل من التوتر والقلق لدى الموظفين، وتمكين المؤسسات من تعزيز قواها العاملة بعوامل التكيف والمرونة وإرساء جو تشاركي صحي فيما بينهم”.
وأضاف: “مع دخولنا النصف الثاني من عام 2024، يجب على المؤسسات مواصلة العمل لمواكبة المخاطر الناشئة، واتّخاذ إجراءات استباقية بشأنها، وإعداد خطة شاملة لمواجهة الاضطرابات المتنوعة المحتملة. وتحتاج المؤسسات إلى إعداد نهج متعدد المستويات لمواجهة تحديات الأمن والسلامة، تُعطى فيه الأولوية إلى سلامة كوادرها العاملة وصحتها ورفاهيتها، من أجل تجهيزهم بأفضل طريقة ممكنة للتعامل مع هذه الفترات الصعبة”.
وتوصي “إنترناشيونال أس أو أس” المؤسسات باعتماد الاستراتيجيات التالية لإدارة المخاطر الجيوسياسية العالمية المتزايدة:
- تعزيز الوعي الظرفي بالتقلبات الجيوسياسية: من الضروري إجراء عملية تجميع شامل للمعلومات وتحليلها بشكل وافٍ لمتابعة التطورات الجيوسياسية المختلفة، وضمان الحصول على معلومات دقيقة وفورية مدعومة بآراء الخبراء. ومن شأن التعاون مع المنظمات التي تقدم خدمات المعلومات الميدانية وآراء خبراء الأمن والسلامة أن يمكّن المؤسسات من الحصول على تصورات قابلة للتنفيذ لإدارة الأوضاع المتقلبة والتنبؤ بتداعياتها المحتملة.
- التواصل الموجّه في أوقات الأزمات. من المهم إعداد خطة تواصل متكاملة متعددة القنوات ومصممة لتراعي موقع الموظف ومنصبه واحتياجاته المحددة أثناء فترات الأزمات الجيوسياسية. ويجب أن تشمل هذه المنظومة الرسائل النصية القصيرة SMS والتنبيهات، والقنوات الملائمة الأخرى لضمان وجود اتصال دائم مع الموظفين والتأكد من سلامتهم وتزويدهم بالمساعدة الفورية وتنظيم عمليات الإجلاء عند الحاجة.
- تخطيط السيناريوهات. وذلك من خلال التدرب على تنفيذ سيناريوهات متعددة تحاكي تأثيرات التهديدات الجيوسياسية الجسيمة عالية الاحتمال، بحسب الحضور العالمي للمؤسسة، حيث يُنصح بإجراء تحليل تنبؤي لخطة السيناريو للحالات الأكثر والأقل احتمالاً للحدوث، وتوقّع أفضل وأسوأ النتائج ذات الصلة. ويُمَكِّن هذا النوع من الاستعدادات المؤسسات المختلفة من التنبؤ بالآثار المحتملة ويساعدها على تطوير استراتيجيات مناسبة للتخفيف من المخاطر بكفاءة وفعالية.
- اتباع التدريبات الخاصة بأساليب لاستجابة للأزمات. يحب تطبيق برنامج تدريبي شامل حول أساليب الاستجابة للأزمات، يتضمن ورشات عمل تفاعلية، وعمليات محاكاة عملية، ودروساً تعليمية إلكترونية، لتوعية الموظفين وتثقيفهم حول المخاطر الجيوسياسية، وآثارها المحتملة، وبروتوكولات الاستجابة لها. ويجب أن يتضمن ذلك تعليم الموظفين كيفية مواكبة التطورات وتحديد المعلومات المضللة خلال فترات عدم الاستقرار الجيوسياسي.
- دعم الصحة النفسية. لا بد من توفير إمكانية الوصول السهل والسري إلى الموارد والبرامج المخصصة لدعم الصحة النفسية بما في ذلك تخصيص خط ساخن لبرنامج دعم الموظفين وتقديم خدمات الاستشارة لمساعدتهم على معالجة حالات القلق والتوتر وتعزيز قدرتهم على التكيف والمقاومة. ومن الضروري أيضاً بناء ثقافة قائمة على التواصل الصريح والمفتوح وتشجيع الموظفين على طلب المساعدة والدعم إذا كانوا يعانون من مشاكل نفسية بسبب الأحداث العالمية الدائرة.
- مواصلة التكيف. وذلك عبرإجراء مراجعة دقيقةبعد وقوع الحادثة لتحديد النواحي التي أثبتت جدواها وتلك التي لم تحقق النتائج المرجوة منها ضمن عملية إدارة الأزمات، ورصد ملاحظات ورؤى الموظفين من كافة المستويات من أجل تحديد الجوانب التي يُمكن تحسينها ضمن استراتيجية الاستجابة للأزمات، وما يتعلق منها تحديداً بفعالية التواصل والدعم أثناء الأحداث المعنية.