جمعية الإمارات للطبيعة والمركز الدولي للزراعة الملحية، وبطل الاستدامة عمر شهاب يلتقون مع باقة من ألمع الطهاة في دولة الإمارات العربية المتحدة على أرض أم القيوين للترويج للنباتات الملحية

 جمعية الإمارات للطبيعة والمركز الدولي للزراعة الملحية، وبطل الاستدامة عمر شهاب يلتقون مع باقة من ألمع الطهاة في دولة الإمارات العربية المتحدة على أرض أم القيوين للترويج للنباتات الملحية
  • خلال فعالية التذوق الأولى من نوعها، اجتمع أكثر من 20 من كبار خبراء الطهي من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة لتجربة النباتات الملحية المزروعة محليًا – وهي مكون للطبخ مغذٍ ومتحمل للملوحة ومقاوم للمناخ.
  • سيقوم الطهاة وأصحاب المطاعم بدور هام في تعزيز فن الطهي المستدام، والمساهمة في إحداث تأثير إيجابي على المناخ والطبيعة والأمن الغذائي، من خلال إضافة النباتات الملحية (الخريزة (الساليكورنيا) والشنان) إلى قوائم الطعام الخاصة بهم.

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 29 مايو 2024

استضافت جمعية الإمارات للطبيعة؛ الجمعية الخيرية البيئية والمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) ومناصر الاستدامة المعروف عمر شهاب، عدد من كبار الطهاة والمتخصصين في مجال الأغذية والمشروبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، للقيام بجولة ميدانية حصرية في موقع زراعة النباتات الملحية المحلية في محمية القرم بأم القيوين، حيث اجتمع الضيوف في “كازا ميكوكو” للقيام بجولة مع الخبراء في هذا المجال، واستمتعوا بقائمة خاصة شملت أطباقًا شهية تم إعدادها من النباتات الملحية الطازجة مثل الخريزة (الساليكورنيا) والشنان.

تم تنظيم هذه الفعالية ضمن مشروع “الحلول القائمة على الطبيعة لصالح المناخ والتنوع البيولوجي والإنسان” في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يهدف إلى بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ والممول من بنك HSBC الشرق الأوسط؛ حيث تشمل أهداف المشروع على تعزيز الابتكار والاستدامة في إنتاج الغذاء المحلي، الأمر الذي أدى إلى تعزيز الفرص التي يمكن تحقيقها عن طريق زراعة  النباتات الملحية واستخدامها كمكونات للطهي – فهي ذات قيمة غذائية عالية – وكأملاح خضراء  وأعلاف ومنتجات أخرى.

تعد النباتات الملحية محاصيل واعدة، بإمكان المجتمعات الزراعية المحلية انتاجها، مما يضمن مصدراً جديداً للدخل، ورافداً للتنويع الاقتصادي، وداعماً لنمو الأعمال التجارية الصغيرة وريادة الأعمال المحلية. كما تعمل تلك النباتات على إزالة الكربون من غلافنا الجوي وتخزينه داخل كتلتها الحيوية والتربة الموجودة أسفلها.  وتفيد زراعة النباتات الملحية جهود المجتمعات المحلية في التخفيف من آثار تغير المناخ، بالإضافة إلى الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي.

تجربة طهي ممتعة

بدأ 20 من الطهاة وأصحاب المطاعم والصحفيين والمستثمرين جولتهم في كازا ميكوكو، الواقعة وسط محمية القرم بأم القيوين، حيث استعرض الخبراء وعلماء الحفاظ على البيئة من جمعية الإمارات للطبيعة والمركز الدولي للزراعة الملحية- إكبا المزايا البيئية المتنوعة لزراعة النباتات الملحية.

وأشار الخبراء إلى النباتات التي تتحمل الملوحة، والتي تنمو بشكل طبيعي في جميع أنحاء المنطقة الساحلية المحيطة بالفندق، مؤكدين على إمكانية الترويج لاستخدامها في إعداد الطعام المحلي في الدولة.

وقد قام كل من الشيف باتريشيا رويج من بوكا، والشيف كلفن تشيونج من جونز، والشيف لوكا كوبري من هيلثي فارم إيتري، جنبًا إلى جنب مع فريق كازا ميكوكو، بتنفيذ تجربة الطهي معاً بنجاح كبير.

وصرح سعادة هيثم سلطان آل علي، المدير العام لدائرة السياحة والآثار بأم القيوين: “يسعدنا أن نرحب بالشخصيات البارزة التي قادت التغيير في مجال الاستدامة والغذاء والزراعة، ونفخر بأن نستقبلهم في هذه المنطقة الساحرة؛ في الموائل الطبيعية الجميلة لمحمية أم القيوم لأشجار القرم”، وأضاف سعادته “يعد خور  أم القيوين الساحلي كنزًا وطنيًا استثنائيًا، فهو موطن لطيور النحام الوردي ومالك الحزين وأكثر من 300 نوع آخر من الطيور، فضلاً عن الحيوانات البحرية النادرة والمهددة بالانقراض، ويعد الخور مقصداً محبباً للسياحة البيئية، ولا يقتصر دورها على دعم التنوع البيولوجي فحسب، بل تدعم أيضًا المجتمعات المحلية، وتمثل رأس مال طبيعي لا يقدر بثمن لم يتم استغلاله بعد”.

أهمية النباتات الملحية

بينما يعيد التغير المناخي تشكيل أنماط الطقس العالمية والمحلية، تتجلى الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق تدابير التكيف مع المناخ في مجال الزراعة. وفي هذا السياق، تبرز النباتات الملحية المحلية كمحاصيل واعدة قادرة على التكيف مع المناخ ومناسبة تماماً لتحمل الظروف البيئية القاسية، بما في ذلك ارتفاع الملوحة وندرة المياه، مما يجعلها مرشحة مثالية لتعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما صرحت السيدة ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة: “قمنا خلال السنوات القليلة الماضية، بجمع الأدلة العلمية الهامة التي تشير إلى أن النباتات الملحية واحدة من حلول الطبيعة ذات الإمكانيات العالية في دولة الإمارات. ونعمل بالتعاون مع الشركاء على إعداد دراسة حالة، لتعزيز زراعة النباتات الملحية تجاريًا، ونتطلع إلى التعاون مع الطهاة والمستثمرين ورجال الأعمال لإدراج هذه المكونات المحلية الواعدة بنجاح في السوق”.

مكوّن رئيسي محتمل في الطهي في دولة الإمارات العربية المتحدة

يكشف التحليل الغذائي الذي أجراه المركز الدولي للزراعة الملحية-إكبا على الساليكورنيا المزروعة على طول المناطق الساحلية في أم القيوين، عن محتواها العالي من المعادن الأساسية، ومستويات عالية من فيتامين ب 12، وكميات كبيرة من مضادات الأكسدة – مما يشير إلى النباتات الملحية تملك عناصر غذائية هامة.

وقالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية:” قام علماء من المركز الدولي للزراعة الملحية -إكبا، بإجراء بحوث مكثفة حول استخدام النباتات الملحية كحلول قائمة على الطبيعة لإنتاج الغذاء والعلف والوقود الحيوي في الإمارات ودول أخرى. تظهر هذه الأبحاث أن النباتات الملحية مثل الخريزة (الساليكورنيا) والشنان قادرة على النمو والازدهار في الظروف المالحة والقاحلة، ويمكنها أيضًا أن تساعد في استعادة التنوع البيولوجي والحفاظ على المناطق الساحلية والأهم من ذلك، فإنها تتمتع بقيمة اقتصادية وغذائية كبيرة ويمكن أن تسهم في دعم الأمن الغذائي”.

وقال عمر شهاب، الخبير في مجال الضيافة، والمعروف بجهوده في مناصرة البيئة، ومؤسس مطعم بوكا الحائز على نجمة ميشلان الخضراء:” يسر إدارة مطعم بوكا استخدام هذا المكون الجديد، وندعو الطهاة الآخرين وأصحاب المطاعم وقادة صناعة الأغذية والمشروبات ليكونوا جزءًا من هذا الجهد الرائد لاستغلال الإمكانات الهائلة للنباتات الملحية كمكونات جديدة محلية وصديقة للمناخ ومستدامة”.

كما علقت الشيف باتريشيا رويج، رئيسة الطهاة في مطعم بوكا:” يدرك معظم الطهاة أن النباتات الملحية تتناغم بشكل ممتاز مع المأكولات البحرية والأسماك. وقد ألهمنا هذا التعاون لاستكشاف طرق جديدة لاستخدامها، فقائمة الطعام اليوم توضح أنه يمكن الاستمتاع بالنباتات الملحية في السلطات أو الحساء أو الطعام المسلوق، فمرارتها اللطيفة تجعلها بديلاً رائعًا أو مرافقًا للهليون، وتمتزج جيدًا مع البيض والفطر. وهناك العديد من الاستخدامات المحتملة لها: فقد تضاف إلى السلطات، وعصائر التخلص من السموم، والمخللات، وتتبيلات السلطات، أو حتى كصلصة بيستو، أو كتغطية للأطعمة المقلية المقرمشة إلى جانب أطباق السمك، وربما حتى مع بعض أطباق اللحوم مثل لحم الضأن”.