حوار خاص مع محمد سليم .. من بيع شرائح الإتصال إلى قيادة ” تريسكون ” نحو العالمية

في لقاء صريح، أجرينا حواراً مع السيد محمد سليم، رائد الأعمال الديناميكي ورئيس مجلس إدارة شركة “تريسكون”، لاستعراض رحلته المُلهمة من بدايات متواضعة إلى تأسيس واحدة من الشركات العالمية الرائدة في تنظيم الفعاليات والاستشارات. يحدثنا سليم عن رحلته الريادية، رسالة “تريسكون”، ورؤيته لمستقبل الذكاء الاصطناعي والابتكار وأثرهما على العالم .
بداية الرحلة
س: حدّثنا عن نفسك، دورك، والشركة التي تقودها
أنا محمد سليم، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة تريسكون.
س: كيف بدأت رحلتك في عالم ريادة الأعمال؟
بدأت رحلتي العملية في سن الثامنة عشرة، حين كنت أبيع شرائح الاتصال (SIM) من باب إلى باب أثناء دراستي الجامعية. هذه التجربة غرست فيّ مبادئ البيع والاجتهاد، وكانت البوابة الحقيقية لعالم ريادة الأعمال.
في عام 2002، التحقت بوظيفة في مركز اتصالات كممثل مبيعات. ثم انتقلت إلى دبي عام 2005، وبدأت من جديد في قطاع الفعاليات. بفضل العمل الجاد، تمت ترقيتي خلال 18 شهراً إلى إدارة العمليات العالمية، حيث قُدت فريقاً يضم أكثر من 160 موظفاً. بعد أكثر من عقد من العمل في هذا المجال، أسست شركة “تريسكون” عام 2016 بالتعاون مع بعض الزملاء السابقين.
كانت باكورة فعالياتنا “معرض الشركات الناشئة العالمي” (World Startup Expo) — أكبر تجمع للشركات الناشئة في آسيا آنذاك — حيث استضفنا أكثر من 8,000 مشارك و300+ عارض في النسخة الأولى، مما شكل إنجازاً ضخماً وبداية واعدة لنا.تطور “تريسكون”
س: كيف تطورت تريسكون منذ تأسيسها؟
منذ عام 2016، واصلنا النمو والابتكار. ففي 2017، نظمنا أول قمة عالمية للبلوكشين في دبي، لنصبح رواداً في إطلاق أحداث متخصصة في هذه التقنية. لاحقاً، توسعت هذه القمة إلى 18 دولة خلال عامين فقط.
في عام 2018، أطلقنا “القمة العالمية للذكاء الاصطناعي”، والتي أقيمت أكثر من 45 مرة في آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. كما أطلقنا معرض “التسريع الرقمي والتحول التكنولوجي” (DATE)، الذي يجمع تقنيات الذكاء الاصطناعي، البلوكشين، إنترنت الأشياء، الفينتك، الأمن السيبراني، والميتافيرس في منصة واحدة. أضفنا أيضاً معرض “العمل المناخي والطاقة المتجددة” (CARE) لترسيخ التزامنا بالاستدامة ومعايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG).الرؤية المستقبلية
س: ما هي رؤية تريسكون للسنوات القليلة القادمة؟
نسعى لأن نصبح الرواد العالميين في تنظيم الفعاليات التجارية عالية الجودة والمُختارة بعناية، والتي تربط الأشخاص المناسبين في المكان المناسب. نركز على القيمة بدلاً من الكم، من خلال جمع المستثمرين، وقادة الأعمال، والحكومات، والشركات الناشئة، والمؤسسات الأكاديمية معاً.
نؤمن أن النجاح لا يقاس بعدد الفعاليات بل بمدى جودة العلاقات والفرص التي نُنشئها. ومن الأمثلة القادمة، “مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي”، حيث سنقوم بدمج الجامعات والشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي مع قادة الصناعة لخلق فرص حقيقية.
كما أطلقنا “مؤسسة تريسكون” لدعم المجتمع، لا سيما عبر مبادرات التعليم والرعاية الصحية وتنمية المجتمعات.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل
س: كيف ترى مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو سيف ذو حدين؛ يمكنه تحسين حياتنا بشكل هائل، ولكنه قد يسبب أيضاً اضطرابات اقتصادية. أنا أراه أداة للتطور وليس للدمار.
نعم، قد يتم استبدال بعض الوظائف التقليدية، ولكن بالمقابل ستُخلق فرص جديدة تتطلب مهارات جديدة. لذلك، يجب أن يكون لدينا نظام تعليمي مرن ومواكب للتطورات. طالما واصلنا التعلم والتكيف، فإن الذكاء الاصطناعي سيعزز حياتنا بدلاً من تهديدها.
بناء شبكات وفرص حقيقية
س: كيف تربطون الخبراء والعملاء وقادة الصناعة؟
في تريسكون، نحن لا ننظم الفعاليات فقط، بل نبني أنظمة بيئية متكاملة. قمنا بتوسيع أعمالنا إلى مجالات متعددة عبر تأسيس شركات ناشئة في الذكاء الاصطناعي، الفينتك، ESG، وصناعة الألعاب الإلكترونية.
نحن نجسر الفجوة بين الشركات الناشئة والمستثمرين، والمؤسسات الكبرى وشركائها التكنولوجيين، والطلاب وأصحاب العمل المستقبليين، بما يقدم قيمة عملية ملموسة في جميع المراحل.
شعار تريسكون
س: إذا كان عليك وصف تريسكون بشعار واحد، فما هو؟
شعارنا هو : “ربط الأعمال بالفرص ” وهو تجسيد دقيق لما نقوم به: ربط المستثمرين، والشركات، والمبتكرين، والمؤسسات الأكاديمية، لخلق فرص نمو حقيقية ومستدامة.
الطموحات الشخصية
س: ما هو هدفك الشخصي للمستقبل؟
أسعى إلى بناء منظومة متكاملة تمكّن الأفراد وتخدم المجتمعات، من خلال دعم التعليم والصحة والبنية التحتية، لاسيما في المجتمعات المحرومة مثل مسقط رأسي مانغلور.
من خلال “مؤسسة تريسكون”، نمول المنح الدراسية، ندعم المستشفيات، وننفذ مشاريع تنموية تهدف إلى تحقيق تأثير ملموس ومستدام — ليس فقط في قطاع الأعمال، بل أيضاً في حياة الناس.