مجموعة من التجارب الاستثنائية في دبي خلال الاحتفالات بعيد الاتحاد الـ 53 لدولة الإمارات
أبو ظبي تعتمد نهجاً مبتكراً يضمن إشراك الأطفال في تطوير حلول التنمية المبكرة
- مشاركة أكثر من 55 طفلاً في ورشة “ود” للحصول على رؤاهم حول الطفولة المبكرة بالاعتماد على مبادئ التفكير التصميمي .
- الأطفال من عمر ست إلى ثمان سنوات يستخدمون مخيلتهم وقدراتهم الإبداعية لإيجاد حلول للتحديات الحالية والمتوقعة والمجهولة .
- أظهر الأطفال المشاركون مستويات مرتفعة من الوعي بفكرة الاستدامة وإعادة التدوير وبدائل الطاقة الصديقة للبيئة .
30 نوفمبر 2023، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة
قامت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بإشراك مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وثمانية أعوام في ورشة “ود” الاستكشافية المخصصة للأطفال، وهي سلسلة من الورش المصممة خصيصاً للحصول على رؤى جوهرية لقطاع تنمية الطفولة المبكرة. وشهدت الورش مشاركة أكثر من 55 طفلاً، والذين أتيحت لهم الفرصة لإطلاق العنان لمخيلتهم واستعراض قدراتهم الإبداعية على حل المشكلات لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في العالم من حولهم.
وأكدت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أهمية فهم احتياجات الأطفال خلال سنواتهم الأولى، وتعزيز قدرة أولياء الأمور ومقدمي الرعاية على الوصول إلى الأبحاث العملية المتعلّقة بهذا الشأن بسهولة خارج المحتوى الأكاديمي. حيث يشهد قطاع تنمية الطفولة المبكرة اعتماداً متزايداً على مبادئ التفكير التصميمي، وذلك بفضل نهجه المتمحور حول الإنسان والذي يساعد الخبراء في فهم احتياجات الأطفال والتعاطف مع تجاربهم وابتكار حلول مخصصة لمساعدتهم. ونظراً لما تظهره مبادئ التفكير التصميمي من نجاحٍ في إيجاد الحلول والبرامج المبتكرة التي تلبي الاحتياجات التنموية للأطفال بشكل أفضل، لاعتماد هذا النهج على العمليات التكرارية، والتعاون، وابتكار النماذج الأولية، وعمليات الاختبار لتحسين الحلول، مما يجعله قابلاً للتكيّف وفعّالاً في مواجهة التحديات المختلفة التي يواجهها قطاع تنمية الطفولة المبكرة.
وقالت سعادة سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: “تدرك هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أن الفترة التي تمتد من الحمل إلى سن الثامنة هي فترة محورية وحاسمة في مسيرة نمو الطفل، ومن هذا المنطلق، نحن نسعى إلى تعزيز رفاه الطفل من خلال التركيز على مجالات الصحة والتغذية، وحماية الطفل، والدعم الأسري، والرعاية والتعليم المبكرين. أمامنا فرصة مهمة لمعالجة أهم القضايا التي نواجهها اليوم من خلال الانخراط في الحلول الإنسانية التي تركز على الطفل، وفي نفس الوقت مواصلة العمل على تمكين وجهات نظر الأطفال لتشكل أساساً لأهم مشاريعنا في أبوظبي وخارجها. الرؤى التي لدينا الآن نابعة من المشاركة المباشرة للأطفال في الورش التي ننظمها من أجلهم، وبالتالي نحن نضمن أن استراتيجياتنا ترتكز على تجارب واقعية واحتياجات حقيقية، وإدراكاً منا بأن الأطفال يتمتعون بالذكاء والإبداع والشجاعة والحرص على مراعاة البيئة، فإننا نقدر رؤيتهم الفريدة حول مسيرة النمو في الإمارة.”
وأكدت سعادتها أهمية الدور الذي تلعبه آراء الأطفال الصغار في عملية تشكيل مبادرات الهيئة. وأشارت سعادتها إلى أن الأطفال هم المستفيدون الرئيسيون، لذلك فإن الهيئة تولي أهمية كبيرة لوجهات نظرهم حول أبرز الموضوعات المتعلّقة بتنمية الطفولة المبكرة. وقالت: “شهدت الورش مشاركة مجموعة متنوّعة من الأطفال وأولياء الأمور، حيث مثّل الأطفال المشاركون مختلف الأعمار والمدارس والمواقع والخلفيات الثقافية.، الأم الذي أسهم في ترسيخ أسس مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، والآن نحن نسعى إلى تعزيز مكانتها والعمل من أجل تحقيق أهدافها لهذا العام. ونحن على يقين بأننا من خلال تعاوننا مع مختلف الشركاء سنحقق نتائج نوعية من خلال الشراكة مع مجموعة الابتكار المعرفي. كما ستضمن النسخة القادمة من مختبر الابتكار تحقيق تطوّر ملموس، وذلك من خلال التركيز على تحديد المشكلات، والتفكير الإبداعي، وتطوير الحلول حول ثلاثة محاور رئيسية.”
في النسخة الافتتاحية، قادت مجموعة الابتكار المعرفي جهود صياغة سلسلة من التقارير والمخرجات، وقد دخل مخرجان من هذه المخرجات حيز التنفيذ، وهما الاستطلاع الذي يحمل عنوان “التكنولوجيا من أجل الأطفال” و” دليل الإرشادات التوجيهية التكنولوجية”.
ونجحت الهيئة في تنفيذ هذه السلسلة من الورش المخصصة للأطفال في إطار مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، حيث جرى إشراك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وثمانية أعوام مع أولياء أمورهم في أبوظبي والظفرة. وقد ساهمت هذه الجلسات التفاعلية في تمكين المعنيين من الحصول على رؤى هامة وإدراك طبيعة التحديات التي تواجه تنمية الطفولة المبكرة، حيث ترتكز الورش على التفكير التصميمي، وهي توظّف الخيال والإبداع وتوفر مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك الطين وأقلام التخطيط والخشب والحرف اليدوية، لمساعدة الأطفال على إطلاق العنان لمخيلتهم وبناء نماذج تجسّد توصياتهم.
وتمكنت هذه الورش من تسخير المنظور الفريد والتفكير الإبداعي للعقول الشابة المشاركة، مما ساهم في الكشف عن مستويات متقدمة من الوعي لدى الأطفال بشأن الاستدامة وإعادة التدوير وبدائل الطاقة الصديقة للبيئة. وقد شملت ردود الأطفال المتعلّقة بالاستدامة ووسائل النقل الموفرة للطاقة، والحدائق العامة والمساكن التي تراعي البيئة، وغيرها من الأفكار التي لاقت ترحيباً من مختلف الأطراف المعنية.
وتتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب دول مثل السويد والدنمارك، جهود دمج مشاركة الأطفال في عملية صنع القرار، وهي من الممارسات التي لم تنتشر حتى الآن على مستوى العالم. وعلى الرغم من التقدم المحرز في هذا المجال، فإن مدى اعتماد واستمرارية المشاركة المباشرة للأطفال الصغار في صنع السياسات والورش التنموية لا تزال استثناءً وليست قاعدة واسعة النطاق.
ستعمل مجموعة الابتكار المعرفي، والتي تعد جزءاً من مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، على توظيف الرؤى التي تم الحصول عليها من الورش لتطوير حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ، وذلك من أجل تعزيز رؤية هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة الهادفة إلى جعل أبوظبي مدينة صديقة للأسرة. وتمتاز مجموعة الابتكار المعرفي بتنوّع تخصصات المشاركين فيها، فهي تضم خبراء في تنمية الطفولة المبكرة يمثلون مزيجاً دولياً من الأكاديميين والباحثين والمبتكرين وصنّاع السياسات وقادة الأعمال والمستشارين الفنيين.