في يومها العالمي .. دعوة لتمكين اللغة العربية والحفاظ على الهوية الثقافية
جدة
تُعد اللغة العربية أحد ركائز التنوع الثقافي الإنساني، والذي يشمل تنوع الأصل، والعرق، والمعتقدات. كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية، والمكتوبة، والفصحى، والعامية، ومختلف خطوطها، وفنونها النثرية والشعرية التي تأسر القلوب، وتخطف الألباب، فضلًا عن كونها اللغة الأكثر أهمية بالنسبة للمسلمين فهي اللغة المقدسة (لغة القرآن)، وسادت لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة، والعلم، والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم.
ويحتفل أكثر من أربعمائة مليون عربي ينطقون باللغة العربية لغةً أولى باليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، بعد أن أقرّته منظمة الأمم المتحدة واعتمدتها بصفتها واحدة من اللغات الأساسية للعمل في المنظمة، بعد اقتراح قدّمته المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو؛ وذلك اعترافاً منها بالدور الكبير الذي أسهمت من خلاله هذه اللغة في التقدم الحضاري والثقافي للإنسانية.
وتبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة لدعم اللغة العربية، وإحياء تراثها العظيم، وتعزيز انتشارها في العالم أجمع، وهو ما جعلته هدفًا من أهداف رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال إنشاء المراكز والمجامع اللغوية التي تخدم أبناء لغة الضاد، وتعليم غير الناطقين بها سواء مَن يعيشون داخل البلاد أو خارجها، ويأتي في مقدمتها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الذي يساهم في تعزيز دور اللغة العربية إقليميًّا وعالميًّا، وإبراز قيمتها المعبّرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية، وليكون مرجعية علمية على المستوى الوطني فيما يتعلق باللغة العربية وعلومها.
وفي هذا اليوم الزاهر، تحتفل W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية باليوم العالمي للغة العربية لعام 2023، من خلال مقطع مرئي قصير أنتجته عبر منصتها الرقمية (مدته 46 ثانية)؛ لتستعرض أهمية الحفاظ على التحدث باللغة العربية في مجتمعنا بصفتها جزءًا أساسيًا من مكونات الهوية الوطنية السعودية، وسببًا في تقدم حضارتها، وأصالة ثقافتها، وعمقها الإيماني والروحي، التي أكدت عليها رؤية المملكة 2030. (لمشاهدة الفيديو: https://bit.ly/41bsfQw )
وتطرّق المقطع إلى العديد من الطرق التي قد تساعد المواطنين والمقيمين على الحفاظ على اللغة العربية بصفتها لغة تواصل حية، ومنحها الأولوية في محادثتهم، وكتاباتهم، ومعاملاتهم، خاصة في أماكن العمل التي باتت اللغة الإنجليزية هي لغة التواصل الرئيسة بها؛ نظرًا لتنوع جنسيات العاملين بها، ومنها: أهمية تعليم كبار الموظفين الأجانب اللغة المحكية في كافة الشركات والمنشآت العربية، واستخدام اللغة المحكية في الاجتماعات من قبل الموظفين؛ مما يجعل إتقان اللغة العربية أمراً لا بد منه لغير الناطقين بها لتجنب الوقوع في أخطاء في العمل.
وسعيًا لتعزيز انتشار التحدث باللغة العربية في أماكن العمل؛ أضاف المقطع أنه يمكن لأصحاب العمل وكبار الموظفين إقامة التدريب المهني والدورات التدريبية لموظفيها باللغة العربية، كما يمكن للمتحدث الرسمي استخدام اللغة العربية عند الحديث عن إنجازات المنشأة، بالإضافة إلى إنتاج معجم صغير لأهم الكلمات العربية المتداولة في كل منشأة؛ حتى يسهل على غير الناطقين بها تعلّمها بسهولة.
كما من الضروري الاهتمام بتعليم اللغة العربية للأطفال، وأن تبث الآباء في نفوس أطفالهم اللغة لتصبح جزءاً من أرواحهم؛ حتى تنمو وتزهر هويتهم الوطنية العربية، ومن قبلها يزهر الإسلام في قلوبهم، فهم مستقبل الأمة ورجال ونساء الغد الذين يقودون الأمة تجاه المستقبل، فاللغة العربية هي الهدف والوسيلة التي يجب أن يعملوا من أجله.
وفي تأكيد على دور اللغة العربية في التواصل الاجتماعي والحضاري بين الأمم يختتم المقطع بعبارة “العربية.. تواصل حيّ مع الآخر”؛ ليوضح ضرورة الاهتمام بلغتنا العربية وجعلها لغتنا الرئيسية للتواصل، فما أحوجنا اليوم إلى إعادتها في كلّ مناحي حياتنا؛ فالأمم التي لا تُحسن الحفاظ على لغتها، تخسر ماضيها، وتفرّط في مستقبلها.