الصيام المتقطع لا يوفر حلاً شاملاً لخسارة الوزن الأسباب والعوامل التي تعيق نجاح عملية خسارة الوزن
بقلم سينثيا بو خليل، استشارية التغذية لدى شركة Allurion
تتنوع الأسباب التي تدفع العديد من الأشخاص إلى اعتماد طريقة الصيام المتقطع لإنقاص الوزن، ومنها تحسين مستويات التركيز وتعزيز القدرات الجسدية والحالة الصحية من خلال تحسين ضغط الدم والحد من الالتهابات[1]. ويتمثل أحد الأسباب الرئيسية لاتباع هذا النهج في تعزيز إمكانية التحكم بالوزن وخسارته. وفي حين تركز العديد من الأنظمة الغذائية على نوع الغذاء وكميته، يولي الصيام المتقطع اهتماماً أيضاً بمواعيد تناول الطعام والفترات المخصصة لذلك.
ويمكن أن يساهم الصيام المتقطع في تغيير أسلوب الحياة وتقديم فوائد صحية كثيرة، لكن تحقيق النتائج المرجوة للراغبين في خسارة الوزن حصراً، يتطلب التقيد بنافذة الأكل، وهي الفترة المخصصة لتناول الطعام، ونوع الأغذية المستهلكة في كل فترة خلال اليوم. وفيما يلي بعض العوامل التي يغفل عنها الراغبون في اتّباع الصيام المتقطع، والتي قد تحول دون النجاح في خسارة الوزن.
تناول كمية كبيرة من الطعام خلال نافذة الأكل: يتمثل المبدأ الأساسي في نجاح عملية خسارة الوزن بإنقاص عدد الحريرات التي يحصل عليها الجسم بالمقارنة مع تلك التي يستهلكها. لذلك فإن تناول الطعام خلال الصيام المتقطع، بالمقدار نفسه في الظروف الطبيعية سيؤدي إلى خلل في عملية خسارة الوزن. وبالتالي، يجب تكوين فهمٍ أوسع حول طبيعة جسمنا والحريرات التي يحتاجها وتحديد وجباتنا على هذا الأساس بدلاً من الإفراط في كمياتها، مما يساهم في تزويد الجسم بالغذاء الكافي حتى موعد نافذة الأكل التالية.
عدم التحكم بكميات الطعام: أواجه هذه المشكلة بشكلٍ متكرر مع مرضاي، حيث يشعرون بجوعٍ شديد دون الوصول إلى حد الشبع. وقد لاحظت، على مدار عملي لسنوات كأخصائية تغذية، أن التحكم في كميات الطعام يلعب دوراً كبيراً في نجاح عملية خسارة الوزن، مما يشير إلى أهمية مراعاة نوعية المأكولات المستهلكة وكميتها، مع ضرورة الالتزام بكميات مُحددة منها. ويمكن لاستهلاك المأكولات بصورة مفرطة أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الجسم، سواء كانت أطعمة غنية بالسكريات والدسم، أو مأكولات صحية مثل الكرفس والجزر وغيرها من الخضار والفواكه.
الوجبات المتوازنة عامل رئيسي: على الرغم من تركيز الصيام المتقطع على فترات تناول الطعام لخسارة الوزن، إلا أن ذلك لا يعني تناول كميات كبيرة من الحلويات والدهون في كل وجبة، بل يتطلب اختيار أصناف غنية بالعناصر الغذائية مثل البروتين الخالي من الدهون والأغذية الغنية بالدهون الصحية والألياف، للمساعدة على بناء جسم صحي بالكامل.
الجفاف: ينبغي شرب الماء بانتظام خلال فترات تناول الطعام، إذ كشفت دراسة نُشرت في مجلة الغذاء والتغذية حول أهمية الترطيب والصحة، أن الجفاف بنسبة 1% (أي خسارة السوائل بنسبة 1% من وزن الجسم) تؤثر بشكلٍ سلبي على الوظائف النفسية والجسدية وتسبب آلام الرأس والإرهاق وقلّة التركيز[2]. كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة الشائع في منطقتنا إلى حدوث جفاف الجسم، لذا من الأفضل تناول الأغذية المرطّبة للجسم خلال نافذة الأكل بكميات متوازنة.
سوء التخطيط يؤدي إلى نتائج سلبية: يتطلب الصيام المتقطع أولاً تحديد خيار الصيام المناسب، سواء لفترات محددة أو يوم كامل أو التناوب بين الأيام أو الجمع بين كل الخيارات السابقة. ثم معرفة أنواع الطعام المناسبة للجسم، بما يتيح وضع أهداف حقيقية والسعي إلى تحقيقها. ولا شك أننا لن نبدأ بخسارة الوزن بشكلٍ فوري، فالصبر أساس هذه العملية، بالإضافة إلى اعتماد خطةٍ مناسبةٍ تضمن نجاح عملية خسارة الوزن على المدى الطويل.
وختاماً، تُعد خسارة الوزن ظاهرة معقدة، ورغم أهمية الصيام المتقطع باعتباره طريقة ناجحة في هذا المجال، إلا أنه لا يزال حلاً غير مناسب للجميع. وغالباً ما أنصح مرضاي الراغبين في خوض رحلة خسارة الوزن، باتباع الحلول المتكاملة واستخدام المنهجيات الشاملة، التي تجمع بين المعارف العلمية وخدمات الرعاية الصحية رفيعة المستوى. والأهم من ذلك، أن نقوم بخطواتنا تحت إشراف أشخاص مختصين يزودوننا بالإرشادات الضرورية خلال رحلتنا لخسارة الوزن.
[1]https://www.hopkinsmedicine.org/health/wellness-and-prevention/intermittent-fasting-what-is-it-and-how-does-it-work#:~:text=What%20is%20intermittent%20fasting%3F,help%20your%20body%20burn%20fat.
[2] بريدجيت بينيلام، “الترطيب والصحة: لمحة عامة” مجلة الغذاء والتغذية، المجلد 35، رقم 2، 2010، الصفحة 191. مكتبة وايلي أونلاين، https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/j.1467-3010.2009.01795.x. تم الاطلاع عليه في 17 فبراير 2021.