متحف المستقبل يناقش آفاق الحضارة الإنسانية في رحلة استيطان كواكب المجرة

 متحف المستقبل يناقش آفاق الحضارة الإنسانية في رحلة استيطان كواكب المجرة

الدكتور محمد قاسم تحدث في الجلسة الرابعة من “حوارات المستقبل” حول مستقبل البشرية في الفضاء .

  • سلسلة جلسات ” حوارات  المستقبل”  بالمتحف تؤكد دوره في التحول إلى منصة لدراسة المستقبل وتصميم أفكاره وخلق نقاشات علمية معمّقة حول اتجاهاته في كافة القطاعات
  • محمد قاسم: أهم ما يمكننا فعله للأجيال العربية الجديدة من أجل أن تستعد لرحلات الفضاء في المستقبل هو أن نغرس في أطفالنا حب العلم والتعلم
  • محمد قاسم: استيطان الكواكب الأخرى بات تصوراً مطروحا في ظل التطورات العلمية المتسارعة والإمكانات الواسعة التي يقدمها الفضاء

دبي، الإمارات العربية المتحدة  3 مارس 2022: استضاف متحف المستقبل الدكتور محمد قاسم  الأستاذ المساعد في تخصص الهندسة الإلكترونية، وعضو مجلس إدارة المدرسة الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال جلسة جديدة ضمن سلسلة “حوارات المستقبل”، لبحث آخر تطورات استكشاف الفضاء ومستقبل استيطان البشر لكواكب مجرة درب التبانة.

وبدأ قاسم حديثه بالإشادة بمتحف المستقبل والتجارب العلمية التي يحتضنها، داعيا الجميع إلى زيارته. وأكد قاسم في عرضه المتكامل حول مستقبل رحلات الفضاء أن استيطان الكواكب الأخرى بات تصوراً مطروحا في ظل التطورات العلمية المتسارعة والإمكانات الواسعة التي يقدمها الفضاء.

وشدد قاسم على أن استيطان الفضاء مسألة حيوية لمستقبل البشر قائلا “السؤال الأول: لماذا نريد استيطان سائر الكواكب؟ نريد ذلك لأن الفرضيات العلمية لا تستبعد أن يندثر البشر على الأرض لأسباب متنوعة، مثل الحروب الذرية أو جراء حادث فضائي مثل ارتطام كويكب آخر بالأرض أو بسبب ضعف تنوع الجينات البشرية لأننا الفصيلة الوحيدة التي ليس فيها تنوع جيني كبير.”

تحديات تقنية وبشرية أمام السفر عبر الفضاء

واستعرض قاسم تحديات السفر عبر الفضاء قائلا: “للوصول إلى أقرب مجرة لنا، وهي ألفا سنتوري، باستخدام أسرع مركبة فضائية موجودة لدينا اليوم، سنحتاج إلى ألفي سنة، وحتى لو نجحنا في السفر بسرعة 20% من سرعة الضوء فسنحتاج إلى ما لا يقل عن 21 سنة للوصول، هذا يعني أن السفن التي ستنقل البشر إلى ألفا سنتوري يجب أن تكون مدناً طائرة بنظام إيكولوجي كامل.”

ولفت قاسم إلى أن العلماء لا يمتلكون اليوم إجابات واضحة حول العديد من التحديات، منها الوضع النفسي للبشر ومشكلة تمدد الزمن بحال السفر إلى الفضاء، والتأثيرات النفسية والعقلية على أجيال البشر التي قد تترعرع على متن السفن الفضائية.

أما عن واقع السفر في الفضاء حاليا، فقال قاسم، وهو أستاذ مساعد في تخصص الهندسة الإلكترونية، وعضو مجلس إدارة المدرسة الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عمل سابقاً في كلية الدراسات التكنولوجية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بقسم الهندسة الإلكترونية، تخصص الخلايا العصبية الاصطناعية: “العالم دخل مرحلة سياحة الفضاء مع جيف بيزوس وإيلون ماسك وهناك خطط لبناء محطات فضائية وفنادق لتشجيع هذه السياحة.”

المريخ ميدان الاستيطان البشري الأقرب

وتوقع قاسم أن يكون كوكب المريخ هو الميدان الأول لرحلة البشر في استيطان الفضاء وفق ما أكده العالم العربي الذي اختير من قبل مجلة نيتشر الشرق الأوسط (Nature Middle East) كواحد من ستة أشخاص يعملون لنشر وتبسيط العلم في العالم العربي من خلال برامج التلفزيون والمحاضرات العامة التي يلقيها حول العالم.

وقال قاسم الذي يتابعه ملايين المهتمين بالعلم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي: “المريخ سيتم استيطانه قريبا وهذا أمر حقيقي، الواقع أننا سنغادر الأرض، ومن يظن أننا سنبقى على كوكبنا هو من يحلم. سنبدأ رحلة البشر من هنا وخلال 10 آلاف سنة سنتوجه نحو سائر كواكب المجرة.”

أعقب الجلسة حوار بين قاسم والجمهور حول مستقبل البشر وتحديات غزو الفضاء، واختتم حديثه بالقول:  “أهم ما يمكننا فعله للأجيال العربية الجديدة من أجل أن تستعد لرحلات الفضاء في المستقبل هو أن نغرس في أطفالنا حب العلم والشغف به”

سلسلة ” حوارات المستقبل”

وتأتي جلسة الدكتور محمد قاسم زاهو في إطار سلسلة جلسات “حوارات المستقبل” التي أطلقها متحف المستقبل في 24 فبراير الماضي، مباشرة في قاعة المتحف، وهي متاحة مجاناً للجميع شرط التسجيل المسبق عبر الموقع الإلكتروني https://talks.museumofthefuture.ae/

 وتتمحور هذه الجلسات، التي يتحدث خلالها خبراء عالميين مختصين بالمستقبل ورؤساء تنفيذيين ونخبة من روّاد الأعمال، حول مواضيع عدة تناقش علاقة الإنسان بالروبوتات والدور الذي تلعبه مدينة دبي في الاستثمار في المستقبل، ومستقبل الواقع المختلط، وواقع العالم العربي والعلوم، ومستقبل التنقل، والدور الذي تلعبه تقنية الميتافيرس في تغيير العالم، ومستقبل التمويل، إضافة الى مستقبل قطاع التكنولوجيا وحالة العالم عام 2022.

وتهدف الجلسات إلى البحث في صناعة المستقبل وتعزيز قدرة المؤسسات البحثية على استشراف المستقبل، إلى جانب الاحتفاء بالنوابغ والعلماء ومأسسة المستقبل وتصميمه وصناعته بما يعكس دور المتحف الذي يمثل مركزاً فكرياً عالمياً يجمع الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة لدراسة التحديات الحالية والمستقبلية بعمق وجرأة لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.