الإمارات تحافظ على ثباتها وسط أزمة الرسوم العالمية بفضل قوتها المالية واستقرار النفط
الإمارات تحافظ على ثباتها وسط أزمة الرسوم العالمية بفضل قوتها المالية واستقرار النفط

دبي، 18 يوليو 2025
فيما تستعد الأسواق العالميّة لموجة جديدة من الرسوم الجمركية الأمريكية وتغيرات في استراتيجيات الإنتاج ضمن منظّمة أوبك بلس، يتّضح أنّ دولة الإمارات راسخة في مكانتها بفضل الإعفاءات الاستراتيجيّة من الرسوم على النفط، بالإضافة إلى مرونتها الماليّة وتنوّع اقتصادها.
فمع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى نهج تجاري متشدّد، من المقرر تطبيق سلسلة من الرسوم الجمركية الواسعة النطاق بدءاً من 1 أغسطس، تشمل رسوماً تصل إلى 50٪ على النحاس وزيادة كبيرة في الرسوم على الواردات من البرازيل واليابان وكوريا الجنوبية و14 دولة أخرى. يخشى المحللون من أن تؤدي هذه التوتّرات التجارية المتصاعدة إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالميّة وتفاقم الضغوطات التضخمية في الاقتصادات التي تعتمد بشكل أساسي على الاستيراد.
مع ذلك وبالرغم من التقلبات، تبقى الإمارات حالة استثنائية. ووفقاً لرزان هلال، خبيرة تحليل الأسواق المعتمدة في FOREX.com ، “فيما تركّز العناوين الإخبارية على تصاعد الرسوم، فإنّ استثناء النفط الخام من الرسوم الأمريكية يؤمّن الحماية لأحد أهم مصادر الدخل لدولة الإمارات.” ويساهم هذا الإعفاء في حماية قطاع الطاقة الحيوي من الصدمات الخارجية الكبيرة، مما يسمح للإمارات بالحفاظ على استقرار تدفق الصادرات، في فترة يغلب فيها التوتّر وعدم اليقين على الصعيد العالمي.
في الوقت ذاته، قد تصبّ التطورات الأخيرة في منظّمة أوبك بلس في مصلحة الإمارات. فقد أعلن عدد من أعضاء المنظّمة، بما في ذلك الإمارات، عن ارتفاع غير متوقع في الإنتاج، بمقدار 548,000 برميل يوميّاً خلال شهر أغسطس، في إطار التراجع التدريجي لتخفيضات الإنتاج الطوعية السابقة. ومع وصول خام برنت إلى مستويات فاقت الـ 68 دولاراً، ومحافظة خام غرب تكساس على مستوى يفوق الـ 67 دولاراً، تشير هلال إلى مكاسب ماليّة واعدة محتملة: “تعافي الطلب العالمي على النفط وارتفاع الإنتاج قد يساهم في دعم الإيرادات المالية وتعزيز زخم النمو.”
أمّا على الصعيد النقدي، فتحركات العملات تزيد تعقيد المشهد الاقتصادي. وتلفت هلال إلى وضع الدولار الأمريكي الدقيق: “يتم تداول الدولار حالياً فوق خط الاتجاه الممتد على 17 عاماً، منذ التقلبات التاريخية التي شهدناها عام 2008، وإذا اخترق هذا المستوى بشكل هبوطي، فقد يشكل ذلك ضغطاً على ربط الدرهم الإماراتي بالدولار الأمريكي، ويزيد من التضخم المرتبط بالاستيراد.” لكنها تشير إلى أنه في حال حافظ مؤشر الدولار (DXY) على مستواه فوق الـ 96، فقد يشهد الدرهم تعافياً في النصف الثاني من عام 2025، وبالأخص مقارنةً باليورو والجنيه الإسترليني.
فما الذي يدعم استقرار الإمارات وسط هذه التوتّرات العالمية؟ تسلّط هلال الضوء على مجموعة من العوامل الاستراتيجية: “بفضل تنوعها الاقتصادي، واستقرار أسعار النفط، والسياسات المالية الاستباقية، تحافظ الإمارات على موقعها القوي لاستيعاب الصدمات الخارجية والحفاظ على استقرار عملتها.”
وفيما تطغى التوترات التجارية والتقلبات في القوى على المشهد العالمي، يُظهر استقرار الإمارات فائدة التخطيط على المدى البعيد، والمرونة المرتبطة بالتنوّع. وفي الوقت الذي تسعى الاقتصادات الأخرى لفهم الصورة بالكامل، تصبّ الإمارات جهودها في التنفيذ.
لمتابعة المزيد من مستجدات الأسواق العالمية والتطوّرات المالية والاقتصادية في الإمارات، يمكن زيارة موقع: