إتش سي إل سوفت وير تستهدف تعزيز نموها في الشرق الأوسط بإطلاق إطار العمل “إكس دي أو” في دبي
شركة “Air Q” .. شركة طائرات بدون طيار إماراتية ناشئة تنطلق من قلب مدينة مصدر نحو مستقبل إماراتي وعالمي

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة
في قلب مدينة مصدر، حيث تلتقي الاستدامة بالابتكار، تنطلق “أير كيو” الشركة الإماراتية الناشئة المتخصصة في تطوير أنظمة الطائرات بدون طيار ، برسم مسارها الخاص بهدوء وثقة. تأسست على يد الرئيس التنفيذي دينو ديديك والمدير التقني إجور بونجراك، لتُثبت ما يمكن تحقيقه عندما تجتمع الأفكار الكبيرة مع العزيمة والبيئة الداعمة.
بدأت الشركة برؤية طموحة وبسيطة: تصميم وتصنيع أنظمة الطائرات بدون طيار (UAV) بالكامل داخل الدولة، دون الاستعانة بمصادر خارجية. آنذاك، كان الفريق يتكوّن من خمسة موظفين فقط وطموح كبير. واليوم، أصبحت “Air Q” شركة متكاملة تعمل في مجال الطائرات بدون طيار (UAV) ، و وتم وصولها لمرحلة التشغيل الكامل كشركة متخصصة في قطاع أنظمة الطائرات بدون طيار ، وذلك بعد الإطلاق الناجح لأول لطائرة من تصميمها وتطويرها الداخلي. ويُعد هذا الإنجاز محطة مفصلية في مسيرة الشركة، ويعكس التقدم الكبير الذي حققته فرقها الهندسية والتقنية خلال الفترة الماضية.
ويأتي هذا الحدث ليؤكد على التزام “إير كيو” بدعم الابتكار المحلي، وتعزيز مكانة المنطقة كمركز ناشئ للتكنولوجيا والصناعات المتقدمة. كما يفتح الباب أمام فرص جديدة في مجالات البحث والتطوير، والتصنيع الجوي، والشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات صناعية وأكاديمية.
و خلال زيارتهم الأخيرة لمعرض “اصنع في الإمارات” في أبوظبي لم تكن بهدف العرض، بل كانت لحظة تأمل.
“التجول في المعرض منحنا فرصة للتوقف قليلًا،”
“وذكّرنا بمدى الطموح الذي نحمله للمستقبل.”
منذ انطلاقتها الأولى من مدينة مصدر، نشأت شركة “إير كيو” داخل منظومة بيئية مصممة خصيصًا لدعم التقنيات والصناعات المستقبلية. هذا الموقع الاستراتيجي لم يكن مجرد عنوان جغرافي، بل كان مصدر إلهام ودعم لنمو الشركة وتطورها.
منذ البداية، ركّز فريق “إير كيو” على تطوير طائرات بدون طيار (UAVs) مصممة خصيصًا لمواجهة التحديات—طائرات معيارية، متينة، ومصممة لتعمل بكفاءة في الظروف الجوية القاسية.
وقد قاد هذه الجهود المدير التقني إجور بونجراك ، وهو خبير في هندسة الأنظمة،و قد تولّى قيادة التطوير الهندسي من اليوم الأول. تحت إشرافه، نجحت “إير كيو” في ابتكار منصة طائرات بدون طيار تتميز بقدرات عالية على التحليق لمسافات طويلة، مع قدرة قوية على تحمل الظروف الحرارية القاسية، مما يجعلها مثالية للتعامل مع متطلبات المنطقة ومناخها الفريد.

في هذه الأثناء، كان الرئيس التنفيذي دينو ديديك – البالغ من العمر 35 عامًا ، بخبرة في ريادة الأعمال وشغف بالطيران – يشكل الرؤية الأوسع للشركة. وبالعمل معًا، نجح الفريق في بناء ثقافة مؤسسية تقوم على الدقة والطموح والإيمان العميق بانجاز الأمور بطريقة مختلفة. وهو مزيج جذب المهندسين والمبتكرين من جميع أنحاء دولة الإمارات وخارجها.
وجاء أول إنجاز كبير للشركة من خلال مشروعها الأول للطائرات بدون طيار: “حرارة”. لم تكن “حرارة” مجرد نموذج أولي، بل كانت إثباتًا حقيقيًا لقدرة الفريق على تحويل فكرة من لوحة إلى مدرج الطيران – دون الاستعانة بمصادر خارجية لأجزاء رئيسية من العملية.
وقال إجور بونجراك: “حرارة كانت نقطة البداية. لم تكن مجرد طائرة.”
وكما يوحي اسمها، صُممت “حرارة” للعمل بكفاءة في درجات الحرارة المرتفعة، وكان نجاحها إيذانًا بمرحلة جديدة للشركة. كما فتحت الباب أمام نقاشات أوسع حول ما يمكن أن تبدو عليه شركة تصنيع طائرات بدون طيار تتخذ من الإمارات مقرًا لها.
في وقت سابق من هذا العام، أتيحت لشركة Air Q فرصة لعرض رؤيتها في معرض ومؤتمر – آيدكس ، أحد أكبر المعارض التقنية في المنطقة. وبالنسبة لشركة ناشئة شابة، لم يكن مجرد حدث مهم، بل كان فرصة لعرض ما تبدو عليه الابتكارات المحلية الحقيقية.
وقال بونجراك: “طائرتنا لم تأتِ من كتالوج. بل جاءت من ليالٍ طويلة، واختبارات متكررة، وإيمان بالبناء لا الشراء.”
ورغم أن الفريق لم يشارك في فعالية “اصنع في الإمارات” كعارضين، إلا أنهم خرجوا منها ملهَمين. فالرسالة التي حملها الحدث – حول التصنيع، والاستثمار، والنمو من داخل دولة الإمارات – كانت رسالة تمسهم شخصيًا.
وقال ديديك: “فكرة ‘اصنع في الإمارات’ تلامسنا بعمق. فالأمر لا يتعلق بالتصنيع فحسب، بل بالالتزام ببناء شيء حقيقي، دائم، وينتمي لهذا المكان.”
وبينما كان فريق Air Q يتجول في أرجاء المعرض، ويلتقي بالمبتكرين الآخرين، ويرى ما يتم بناؤه في جميع أنحاء البلاد، لم يسعهم إلا أن يشعروا بأنهم جزء من شيء أكبر.
“قد لا يكون لدينا جناح عرض، لكننا نعيش هذه الرسالة كل يوم.”
وفيما تنظر الشركة إلى المستقبل، تستعد Air Q للمرحلة التالية من رحلتها: توسيع اختبارات الطيران، تعميق الشراكات الصناعية، وزيادة وتيرة الإنتاج. وستظل كل هذه الجهود مرتكزة في أبوظبي.
وقال ديديك: “لا نريد فقط أن نصنع في الإمارات، بل نريد أن نُصنع من أجل الإمارات. وهذه هي الفكرة الجوهرية.”
في بلد يشجع الأفكار الجريئة ويبني مستقبله على الابتكار، تُعد Air Q قصة نجاح هادئة بدأت بالفعل بالتحليق – ولا تزال في بدايتها.