دبي تقرّب مالاوي من اتفاق باريس من خلال الذكاء الاصطناعي

 دبي تقرّب مالاوي من اتفاق باريس من خلال الذكاء الاصطناعي

ليلونغوي / دبي، 9 نوفمبر 2025

في إنجاز يعكس الدور المتنامي لدبي كمُصدّر عالمي للابتكار المناخي ، أعلنت حكومة جمهورية مالاوي عن شراكة مع مبادرة الشراكة من أجل الاقتصاد الأخضر (GEP)، وهي مؤسسة مقرها دبي ، لإطلاق أول منصة في العالم لتنفيذ اتفاق باريس مدعومة بالذكاء الاصطناعي (PAIP) – وهو نظام رقمي متكامل لإدارة الانبعاثات الوطنية ، وتداول الكربون ، والامتثال الدولي بموجب اتفاق باريس   .

تمثل هذه الشراكة التاريخية جسراً بين إفريقيا والخليج من خلال التكنولوجيا ، إذ تربط التزام مالاوي بالنمو المستدام بقيادة دبي في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوكمة المناخية .

وتُعد هذه المنصة أول نظام ذكاء اصطناعي في العالم يُستخدم لأتمتة جميع مكوّنات الامتثال لاتفاق باريس ، بما في ذلك جرد الانبعاثات الوطنية ، وسجلات الكربون ، والتعديلات المقابلة ، والتقارير الدورية للشفافية .

ويعكس هذا المشروع مرحلة جديدة في الدبلوماسية المناخية العالمية ، تقوم على الابتكار التطبيقي وليس فقط السياسات.  فمن خلال منصة GEP لتنفيذ اتفاق باريس ، يمكن للدول اعتماد أنظمة جاهزة قائمة على الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوكشين بشكل مجاني ، مما يضمن الشفافية ، وقابلية التتبع ، والسيادة على البيانات .

تم بناء النظام على بنية تحتية آمنة قائمة على تقنية البلوكشين ، تضمن حماية البيانات الوطنية مع تمكين تتبع الانبعاثات في الوقت الفعلي ، وتسجيل المشاريع ، وتعبئة التمويل . إلى جانب الامتثال ، تمكّن المنصة الوزارات والشركات الخاصة والشركاء الإنمائيين من مواءمة البيانات البيئية مع الأداء الاقتصادي ، لجعل العمل المناخي قابلاً للقياس والاستثمار .

وبالنسبة لمالاوي ، تمثل هذه الخطوة تحولاً نوعياً نحو تحديث أنظمتها المناخية ، حيث ستتيح المنصة لوزارة الموارد الطبيعية وتغير المناخ دمج جميع معلومات الكربون الوطنية ضمن إطار رقمي موحد وشفاف .

وقال الدكتور يوسف مالسيلينو مكُنجولا، الأمين العام للوزارة :

” يُمثل تعاوننا مع شراكة الاقتصاد الأخضر إنجازًا تحويليًا لمالاوي والمنطقة ” . وأضاف : ” يضع هذا النظام المُدار بالذكاء الاصطناعي مالاوي في طليعة الابتكار المناخي ، إذ يُنشئ بنية تحتية رقمية شفافة تُعزز إطار عملنا الجديد للمادة السادسة . ويُمكّننا هذا النظام من إدارة نتائج التخفيف القابلة للتحويل دوليًا ITMOs) ) وتعبئة التمويل المناخي بكفاءة غير مسبوقة ، مما يربط السلامة البيئية بالفرص الاقتصادية ” .

ويأتي هذا الإعلان بعد عامين من البحث والتصميم المشترك بين مهندسي GEP وصناع السياسات في مالاوي ، لضمان توافق النظام مع المعايير الدولية مثل ISO وESG  وبروتوكولات تقارير اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ  (UNFCCC) .
كما يضمن أن بيانات انبعاثات مالاوي تتمتع بنفس مستوى الشفافية المعتمد في الاقتصادات المتقدمة ، مع الحفاظ على السيادة الكاملة على البيانات من خلال ما تسميه  GEP “السفارات الرقمية ” ، وهي بيئات رقمية وطنية مؤمنة ومستضافة ضمن ولايات رقمية محايدة .

وتؤسس هذه الشراكة لنهج جديد في نقل التكنولوجيا قائم على التعاون لا التنافس .  ومن خلال نموذج الوصول المفتوح الذي تتبناه  GEP، يمكن لحكومات إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ دمج البنية الرقمية لمنصة PAIP لإدارة التزاماتها بموجب اتفاق باريس .

وقال آرثر تشيرينيكيان، الرئيس التنفيذي لـ  GEP :

 “اعتماد مالاوي لهذه المنصة يشكل خطوة تاريخية للقارة الإفريقية بأكملها . إنه يضع معياراً عالمياً جديداً لحوكمة المناخ الرقمية ، من خلال نظام شامل يضمن الشفافية ، ويسرّع الوصول إلى التمويل المناخي ، ويمكّن من إعداد التقارير في الوقت الفعلي . هذا السجل سيكون نموذجاً يُحتذى لكيفية قيادة إفريقيا في دمج التكنولوجيا المناخية . “

وترى GEP أن رؤيتها طويلة الأمد تتمثل في بناء شبكة رقمية قارية تربط عدة دول عبر معايير مشتركة ومنصات قابلة للتشغيل البيني ، لتشكيل نظام موحد لحوكمة بيانات المناخ بشفافية . كما تجسّد هذه الشراكة إرث دبي بعد مؤتمر COP28، عبر استخدام منظومتها الابتكارية لتسريع الأثر المناخي العالمي القابل للقياس .

وقال إيفانو يانيللي ، الرئيس التنفيذي للاستدامة في GEP:

” لقد أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم أداة قوية لتمكين الحوكمة المناخية . منظومة دبي للابتكار تتيح لنا تطوير أنظمة سيادية وقابلة للتوسع تمكّن الحكومات مباشرة . ومن خلال هذه الشراكة مع مالاوي، نثبت أن الجنوب العالمي قادر على قيادة نشر التكنولوجيا المناخية ، ودبي هي مركز الابتكار لهذه الريادة . “

ومن المقرر الكشف رسمياً عن منصة مالاوي PAIP خلال مؤتمر COP30 ، حيث سيتم عرضها أمام المجتمع الدولي كأحد أكثر أنظمة الحوكمة المناخية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدماً على الإطلاق .

وبالنسبة لـ GEP، يمثل هذا الإنجاز امتداداً لمساهمتها في التقدم المناخي العالمي من الدبلوماسية إلى التطبيق التكنولوجي .  وقال يانيللي :

” هدفنا هو تحويل مبادئ اتفاق باريس إلى أدوات تشغيلية قائمة على البيانات . منظومة دبي الابتكارية ، من الذكاء الاصطناعي إلى التمويل الأخضر، تمنحنا القدرة على تحقيق ذلك فعلياً . “

وبعد نجاح تجربة مالاوي ، تدعو GEP الآن مزيداً من الحكومات للانضمام إلى برنامج التحول الرقمي الخاص بها قبل مؤتمر COP30، حيث ستتمكن دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من إطلاق أنظمتها الذكية الخاصة ، المصممة وفقاً لسياساتها الوطنية وبُناها التحتية الرقمية .

ويجسد هذا الحراك الجماعي كيف يمكن للتكنولوجيا المطوّرة في دبي أن تمكّن الحوكمة المستدامة على مستوى العالم ، ليكون مثالاً حياً على التضامن المناخي القائم على الابتكار . ومع تسارع الدول نحو تحقيق أهدافها المستقبلية ، تُثبت هذه الشراكة أن التحول الرقمي لا يتعلق فقط بالكفاءة ، بل أيضاً بالعدالة والمساواة .