الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصوغ ملامح تحوّل صناعي بقيمة 3 تريليونات دولار أمريكي .. والصلب في قلب الحدث مع مؤتمر ” فاست ماركتس ” في دبي
دبي ، أكتوبر 2025
في ظل التحوّل الصناعي غير المسبوق الذي تشهده المنطقة، يظل الصلب الركيزة الأساسية لمرحلة النمو التالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومع وجود مشروعات في مراحل التنفيذ أو التخطيط بما يتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار أمريكي، وتوقّعات بارتفاع الاستهلاك السنوي للصلب في المنطقة إلى أكثر من 65 مليون طن بحلول عام 2027، تواصل المنطقة ترسيخ مكانتها محركًا رئيسًا في المشهد الصناعي العالمي.
وفي إطار هذه التطورات، ينطلق مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب 2025، من تنظيم شركة “فاست ماركتس”، وهي إحدى أبرز الجهات العالمية المتخصصة في تسعير السلع وتحليل الأسواق، في دورته الثامنة والعشرين في مركز مدينة جميرا للمعارض والمؤتمرات بدبي خلال الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر 2025. ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر أكثر من 1500 شخص من المنتجين والممولين من أكثر من 60 دولة، ليشكّل بذلك أكبر تجمع لسلسلة القيمة العالمية لقطاع الحديد والصلب، حيث يتم عقد الشراكات والصفقات، بما يحدد ملامح مستقبل الصناعة.
يأتي هذا المؤتمر في مرحلة محورية بالنسبة لصناعة الصلب العالمية، وذلك في ظل مقترح الاتحاد الأوروبي برفع الرسوم الجمركية على الواردات إلى 50%، ما يعكس حالة التقلب التي ستعيد تشكيل سلاسل الإمداد والتجارة العالمية. وفي المقابل، تعمل دول المنطقة على تعزيز تنافسيتها الصناعية، حيث تستثمر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بكثافة في تنويع القاعدة الصناعية وتطوير قدرات إنتاج الصلب الأخضر والبنية التحتية المتقدمة.
وقد بلغ حجم المشروعات قيد التنفيذ والمخطط لها في المنطقة مستويات قياسية، يأتي على رأسها استثمارات المملكة العربية السعودية التي بلغت عدة تريليونات دولار أمريكي، وخطة التوسع الصناعي في مصر بما يصل إلى 565 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى المشروعات قيد التنفيذ والمخطط لها في الإمارات بقيمة 130.8 مليار دولار أمريكي وكذلك التطورات الصناعية والإنشائية الكبرى في كل من قطر وعُمان. وتشمل هذه المشروعات مجالات متنوعة مثل المدن العملاقة ومنشآت الهيدروجين والطاقة المتجددة والموانئ والمدن الذكية، والتي يُتوقع أن تسهم في رفع الطلب الإقليمي على الصلب بنسبة تصل إلى 4% سنويًا حتى عام 2027، وفقًا لأحدث بيانات فاست ماركتس.
وبصفتها الجهة المنظمة لأبرز فعالية في قطاع الصلب على مستوى المنطقة، تواصل “فاست ماركتس”، وهي وكالة عالمية رائدة تُعنى بتقييم الأسعار وتوفير المعلومات والتحليلات الخاصة بالأسواق، دورها المحوري في ربط الصناعات العالمية من خلال البيانات والتحليلات الدقيقة والمنصات التي تتيح اتخاذ قرارات قائمة على المعرفة. وبفضل خبرتها الطويلة في تنظيم الفعاليات الصناعية الكبرى حول العالم، تقود “فاست ماركتس” النقاشات المثمرة بما يسهم في تحديد اتجاهات الأسواق العالمية.
وبهذه المناسبة، صرح “راجو داسواني”، الرئيس التنفيذي لشركة “فاست ماركتس”، قائلًا: “يمثل الصلب العمود الفقري لمسيرة النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك مشروعات السكك الحديدية والموانئ ومبادرات الهيدروجين الأخضر والمدن الذكية. إذ أصبحت المشروعات العملاقة وجهود خفض الانبعاثات في المنطقة عاملًا محوريًا في تحديد الطلب العالمي وتدفق التجارة. وبناءً على سجلّنا الحافل في تنظيم الفعاليات الصناعية عالمية المستوى، نؤكد التزامنا العميق تجاه المنطقة ودورها كمركز عالمي للنمو المستدام.”
ومع الطموحات الصناعية المتسارعة في المنطقة، تواصل الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كنموذج يحتذى في النمو المستدام والتميز الصناعي. وتُجسّد مجموعة “إمستيل”، وهي أكبر شركة لتصنيع الصلب ومواد البناء في الدولة والراعي الإقليمي لمؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب 2025، هذا التطور من خلال تطوير منظومة إنتاج متكاملة للصلب ودفع مسيرة التحول نحو المواد منخفضة الكربون.
وقال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إمستيل”: “تفخر “إمستيل” باستضافتها الإقليمية لمؤتمر “فاست ماركتس” الشرق الأوسط للحديد والصلب 2025، بوصفها منصة تجمع قادة القطاع وصُنّاع القرار لتعزيز التعاون والابتكار في قلب التحوّل الصناعي الذي تشهده المنطقة. فالشرق الأوسط اليوم يرسم ملامح قصة نموّ غير مسبوقة تتجاوز قيمتها ثلاثة تريليونات دولار، ويظل الحديد والصلب ركيزتها الأساسية. وانطلاقًا من التزامنا بالإنتاج المستدام والتصنيع المتقدّم، تواصل “إمستيل” توفير المواد التي تبني مستقبل المنطقة، بدءًا من مشاريع البنية التحتية الكبرى ووصولًا إلى مبادرات الصلب المستدام التي تعزز طموحاتنا المشتركة نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية.”
ويشكّل الاستدامة والتمويل محورين أساسيين للموجة الصناعية القادمة في المنطقة، حيث يجذب الاستثمار في الإنتاج النظيف والدائري اهتمامًا عالميًا متناميًا. وتشير الزيادة في حصة الصلب منخفض الكربون والمعاد تدويره إلى تطور متنامٍ في البنية الصناعية للمنطقة، في حين يُعد الوصول إلى التمويل وتعزيز ثقة المستثمرين عاملًا رئيسًا لتوسيع إنتاج الصلب المستدام، مدعومًا بأطر سياسات قوية وموارد طاقة وفيرة ومشروعات خضراء متزايدة.
وقالت “كاتريونا بيل”، مديرة تمويل التحول في قطاع المعادن والتعدين في بنك “ستاندرد تشارترد”: “يبحث المستثمرون العالميون عن الأسواق التي تجمع بين الطموح الصناعي والمسؤولية البيئية. وتحقق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هذا التوازن عبر ربط التمويل بالابتكار والسياسات الداعمة لقيادة مرحلة جديدة من النمو المستدام.”
ويمثل الشركاء الإقليميون والعالميون من المشاركين في الحدث أكثر من 38 مليون طن من الطاقة الإنتاجية السنوية للصلب والمواد الخام، بقيمة سوقية تتجاوز 35 مليار دولار أمريكي، وصادرات تصل إلى أكثر من 70 دولة. ويجمع المؤتمر نخبة من أبرز الشركات العالمية في سلسلة التوريد لقطاع الصلب، من بينها: “حديد عز” و”حديد العشري للصلب” من مصر و”مجموعة المدينة للصلب” من السعودية و”ميتال بارك للاستثمار” من الإمارات و”قطر ستيل” القطرية و”صلب” من البحرين و”شامبيون آيرون” من كندا.
وقال “ديليب جورج”، الرئيس التنفيذي لمجموعة “فولاذ القابضة”: “في شركة “صلب”، تمثل شراكتنا المستمرة مع مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب تجسيدًا لالتزامنا الدائم نحو المساهمة في تشكيل مستقبل صناعة الصلب في المنطقة. ومن خلال هذ المؤتمر، نجتمع مع قادة القطاع لتبادل الرؤى ومناقشة سبل توظيف الابتكار والاستدامة والتعاون لإحداث تغيير فعّال يعزّز المكانة الإقليمية لصناعة الصلب ويضمن استدامتها على المدى الطويل.”
ويضم المؤتمر هذا العام قائمة واسعة من الرعاة والشركاء بحيث تغطي مختلف مراحل سلسلة القيمة لقطاع الصلب، من الإنتاج والمعالجة إلى الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والمواد الخام. وتشمل هذه القائمة كل من مجموعة “دانييلي” ومجموعة “المراكبي للصلب” و”آي تي إي ريفراكتوريز” و”مداد كربون” و”ميدريكس تكنولوجيز” و”شانشي هونغتي” و”بي بي آر إم وبرايميتالز تكنولوجيز” و”كيو سعودي” و”ريو تينتو” و”ماغنيزيتا ريفراكتوريز” و”ساماركو” و”سبرايينغ سيستمز آند هايدرواط” و”ستار جلوبال” و”تيم بلك كارييرز” و”فالي” و”فيرسلين” و”فيسوفيوس” و”إمداد” و”تيانجين شينيو كولر بليت”” و”نيجيكس جنرال تريدينغ”.
ويستضيف الحدث أيضًا نخبة من المتحدثين والمشاركين من الجهات الحكومية والمالية والصناعية، من بينهم: “سيريل دوكانوا”، نائب رئيس قسم إزالة الكربون بقسم المعادن في “توتال إنرجيز” و”هارشـا شيتي”، الرئيس التنفيذي لشركة جندال شديد للحديد والصلب” و”رفيق ضو”، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة “السويس للصلب”.


